عرباوة التي نحب

قضايا بيئية

 

تميز جماعة عرباوة بغطائها النباتي الغابوي الهام، جزء منه طبيعي قديم, وجزء ناتج عن عملية تشجير ناجحة خضعت لها المنطقة مند النصف الأول للقرن المنصرم؛ تبعا لخطة محكمة. إذ لوحظ أن تربة المنطقة تتلاءم وشجر الأكلبتوس الذي يشكل صنفه غالبية أشجار الغطاء الغابوي بالمنطقة ككل. وربما من الحسنات النادرةا لتي قد تذكر للإستعمار ـ إذا كان للإستعمار من حسنات ـ أنه قد قام بتشجير هذه المنطقة، وبسواعد أبائها طبعا، وخصوصا مركز عرباوة الذي غرسه بأشجار باسقة وجميلة، دائمة الخضرة؛ والتي نلاحظ اليوم ـ مع كامل الأسف ـ أنها تتعرض لهجمة شرسة تستهدف اجتثاتها وقطعها قطعا جائرا لا يسمح لها بالنمو مرة أخرى فنفقدها نهائيا. وهو أمر محزن ومؤسف جدا! في غياب أي رد فعل حازم وفاعل، سواء من الجهات الرسمية أو فعاليات المجتمع المدني كالجمعيات المختصة بشؤون البيئة، مثل جمعية المحيط .الأخضر على سبيل المثال

،ونخص بالذكر من هذه الأشجار تلك الشجرة الرائعة الجمال المعروفة بعدة اسماء منها:شجرة البلوط الحريري

:وتعرف في موطنها الأصلي الذي هو أستراليا باسم: شجرة الحرير، وعند الإنجليز تسمى

أما إسمها اللاتيني فهو: Silkoak

Grevllea robusta

هذه الشجرة الدائمة الخضرة المعروفة عد العامة باسم: جرافيليا تتميز بزهورها الرائعة المستمرة من الربيع الى الصيف، لها جذور قوية لكنها سطحية. وفضلا عن موطنها .الأصلي الذي هو استراليا، تزرع شجرة البلوط الحريري في شرق إفريقيا والهند وسيريلانكا والصين، وهي من الأشجار القليلة نسبيا ببلادنا

وقد قمت بدراسة أولية متواضعة عن هذه الشجرة في مركز عرباوة، فوجدت به حوالي 120 شجرة من هذا النوع؛ 80 شجرة فقط توجد في حالة جيدة، أما الباقي فإما ميتة أو في طور الإحتضار. ومما بتير الأسف والإستغراب معا في آن واحد أن نجد هذه الشجرة في بعض الأماكن من مركز عرباوة، وقد امتلأت جدوعها بمسامير دقت فيها بفعل فاعل، فماتت ولم يبق منها إلا أعجاز خاوية، كما عاينت ذلك شخصيا أمام مدرسة البارودي! فالشجرة إجمالا توجد في وضع سيئ؛ وبكل صراحة هي في خطر شديد بسبب جهل الناس بها، وعدم إدراكهم لقيمتها الطبيعية والجمالية. وما يثير إعجابي شخصيا بهذه الشجرة ـ بالإضافة الى شكل أوراقها وألوانها البهيجة ـ تلك الأشكال الهندسية الرائعة الفريدة التي تتخذها أغصانها المستقيمة أحيانا وهي تفارق الجدع صعودا، مشكلة زوايا تكاد تكون قائمة تماما مما يضفي على المنظر العام للشجرة تناسقا ورونقا منقطع النظير.

 

هذا وبالإضافة الى الإهمال الذي تتعرض له شجرة البلوط الحريري بمركز عرباوة، تكون احيانا هدفا لقطع جائر، واجتثاث عشوائي يهدد وجودها. وهذا راجع لعاملين أساسيين، أولهما عدم وجود جمعيات أو مؤسسات للمجتمع المدني تهتم بنشر الثقافة البيئية والتحسيس بقيمة الغطاء النباتي ككل وبهذه الشجرة على وجه الخصوص. وحتى وإن وجدت تلك الجمعيات فإنها لا تقوم بالدور المنوط بها والتحسيس المطلوب منها في هذا الاتجاه. وهنا أفتح قوسا لأقول إننا نتفاءل خيرا بتلك الجمعيات التي بدأت ترى النور أخيرا بمركز عرباوة وببعض الدواوير على إيقاع افتتاح دار الشباب والتي ما أحوج المنطقة الى مثيلاتها لانتشال الإنسان العرباوي من هذا السبات العميق الذي يغط فيه، ونقل الساكنة عامة والشباب خاصة من موقع الحياد السلبي الهدام أحيانا، الى المشاركة في خلق الفعل الإيجابي الثقافي والتنموي، خصوصا في ضوء انتخاب مجلس .قروي جديد، متحمس ومستعد للتعاون مع كل الفعاليات الثقافية وذوي النيات الحسنة، ممن لهم غيرة على هذه المنطقة للنهوض بها وإلحاقها بركب التنمية الشاملة

وأشد القوس لأعود لتكملة حديثي عن العامل الثاني المؤدي الى تهديد وجود شجرة البلوط الحريري، والذي يرجع الى طبيعة التركبة السكانية لمركز عرباوة، والتي هي .إجمالا بدوية في جوهرها ـ بسبب الهجرة القروية ـ تركيبتها يغلب عليها الطابع البدوي الذي غالبا ما لا يهتم ولا يعتني أساسا إلا بالأشجار المثمرة

هذان العاملان لا يؤثران فقط على شجرة البلوط الحريري، بل يساهمان في تلوث وتدهور البيئة بمركز عرباوة ككل، ويسيئان لمظهره الجمالي المتميز بغطائه الأخظر الرائع. إذ لو تصورنا عرباوة بدون غطائها النباتي الأخضر، سنجدها شبه صحراء قاحلة. وهذا ما نستشفه مثلا من هذه الصورة التاريخية لمركز عرباوة (القشلا) العائدة الى .سنة1912 أوقبلها أو بعدها بقليل؛ عندما اتخذها جنود الإحتلال تكنة لهم. حيث نلاحظ أن خلفية الصورة ـ في غياب الأشجار ـ تبدو كأنها صحراء

ويزداد الوضع تأزما عندما ينضاف الى العاملين السابقين عامل ثالث، ويتمثل في ضعف إمكانيات الجماعة القروية المرصودة لنظافة المركز الذي يتوسع باستمرار، وجمع النفايات والتخلص منها بطريقة سليمة؛ هذا بتزامن مع الإرتفاع السريع لعدد ساكنة عرباوة. وتلك مشكلة أخرى قد تكون لها آثار خطيرة وانعكاسات سلبية وخيمة على البيئة. وضعية مقلقة بدأت تتجلى مظاهرها في تراكم النفايات في بقع سوداء عشوائية هنا وهناك، جوار المؤسسات العمومية  وعند جذوع الأشجار وعلى هامش الطرقات..وضعية لا تهدد فقط الغطاء النباتي فقط ، بل قد تتفاقم لتضر بالفرشة المائية مستقبلا بسبب غياب الوعي البيئي لدى الساكنة من جهة، وقلة الإمكانات المرصودة لجمع النفايات والتخلص منها بطريقة علمية سليمة لا تضر بالبيئة كما أسلفنا.. وضعية عمل المجلس الحالي على الحد منها بتجنب الأعطاب والتوقفات المتكررة التي كانت تلحق بشاحنة جمع النفايات، باقتناء شاحنة خاصة بجمع النفايات ، وتدارك المجلسي  الحالي أيضا الخصاص الذي كان يعاني منه القطاع في مجال اليد العاملة، بتوظيفه .لبعض العرضيين والميامين

وهي وضعية تدعو الى تضافر جهود الساكنة، أفرادا وجماعات، بما في ذلك جمعيات المجتمع المدني والمسؤولين المحليين معا من اجل وضع حد لهذا التدهور البيئي، وهو مجهود يجب ان بخوض حملات تحسيسية، ووضع خطة محكمة صارمة تعتمد أساسا الضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه قطع شجرة بالمركز، والعناية بالغطاء النباتي وحمايته، ولم لا زراعة أشجار أخرى مكان تلك التي ماتت أو قتلت؛ ورصد المجلس القروي الإمكانات المادية والبشرية المعقولة لقطاع النظافة الذي يجب أن يكون ..عمله يوميا ومنتظما ومستمرا، مع تلافي الإنقطاعات، وهذا ما بدأنا نلمسه مع المجلس الحالي العازم على تزويد القطاع بما يحتاجه في المستقبل القريب

.تلك جملة من التدابير الواجب اتخاذها لتدارك الموقف والحفاظ على البقية الباقية من مقومات جمال مركز عرباوة وسلامة بيئته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد لهذه السنة (2012) عرف مركز عرباوة  تدشين عدة منجزات وإعطاء انطلاقة مشاريع هامة كافتتاح (حديقة السنابل) التي كانت الساكنة في أمس الحاجة إليها، كمتنفس طبيعي، وفضاء ضروري مهم للأم والطفل

شاهدوا شريط صور حفل افتتاح الحديقة على هذا الرابط على يوتب:

http://www.egybooks.info/1/6551

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ظاهرة بيئية غريبة  بعرباوة

 

 

 

مرض شجرة الكاليبتوس

 

مند الصيف المنصرم , بدأت ألاحظ  ظاهرة غريبة في مركز عرباوة , وبعد سؤالي لساكنة مختلف المناطق لم ألبث أن علمت أنها تعم كل تراب الجماعة , ومئات الهكتارات من غابات المنطقة التي تشكل هذه الشجرة أكثر من 90% من غطائها الغابوي ؛ و تتمثل هذه الظاهرة في مرض أصاب شجرة الأوكلبتوس (الكليط) , المعروفة بصبرها ومقاومتها وتعميرها طويلا.

 

فقد لفت انتباهي التساقط الكثيف لأوراق هذه الشجرة , وكأنها من فصيلة تلك الأشجار الخريفية التي تسقط أوراقها وتجددها مرة في السنة ؛ بينما شجرة الكليبتوس تتميز بخضرتها الدائمة .

بدأ هذ