عرباوة والسياحة

 

 

صورة أحد التصاميم التي كانت قد أنجزتها الجماعة لإعادة تهيئة المخيم الدولي بمركز عرباوة


 

 لقد كان لاسم عرباوة منذ القديم مكان على صعيد الخريطة السياحية الوطنية والدولية, ولا زلنا الى اليوم نجد اسم{المخيم الدولي بعرباوة} موجودا في عدد من الكتيبات والمطويات والدلائل السياحية العالمية؛

 

فقد كانت دهشتي عظيمة وانأ في فرنسا سنة 1989 أتصفح دليلا خاصا بمواقع المخيمات الدولية , حين تصفحت الجزء الخاص بالمغرب, عندما فوجئت باسم: المخيم الدولي بعرباوة يتصدر إحدى الصفحات !! شعرت بالأسى والأسف حين تذكرت ما آلت إليه حالة هذه المعلمة الجميلة التي أصبحت أثرا بعد عين. هذا الفضاء الجميل الذي ـ مع الأسف ـ  طاله الإهمال والتخريب والنسيان, كان في يوم من الأيام مخيما رائعا مصنفا! محجا للسياح الأجانب من عشاق الطبيعة البرية البكر,الذين كانوا يخيمون فيه, سواء أتناء رحلتهم إلى داخل المغرب , أو مرورا به  وهم في طريقهم إلى شاطئ مولاي بوسلهام القريب

ولا زالت فكرة إحيائه  وإعادة تجهيزه  وتشغيله تشغل بال بعض المسؤولين الذين مافتئ بعضهم يبحث عن الوسائل الممكنة لبعثه من جديد. إلى درجة ان الجماعة كانت قد اوكلت إلى احد المهندسين المعماريين مهمة إعداد تصاميم لإعادة بنائه وتزويده بكل المرافق الضرورية , كما أكدت على ذلك المونوغرافية الصادرة عن جماعة عرباوة سنة 2004وتظهر الصورة أعلاه  جزءا من احد التصاميم المقترحة, حيث نميز في وسطه عدة مرافق منها المسبح .

وغير بعيد عن مركز عرباوة توجد معلمة سياحية طبيعية لا تقل أهمية, إنها أهم منطقة رطبة بعرباوة تأوي إليها لعض أصناف الطيور { بحيرة خفشة }الجميلة, ذاك المنتجع السياحي الرائع الذي يعتبر متنفسا طبيعيا للسكان , ومنطقة جذب للسياح.

 فقد قرأت في استجواب منشور بمجلة:{ السفير المكناسي } مع رئيس المجلس القروي لعرباوة عندما سئل عن المشاريع المستقبلية التي تفكر الجماعة في انجازها, حيث أجاب قائلا:(كما إننا نطالب بتفويت بحيرة خفشة التي لا تقل أهمية من حيث تحريك القطاع السياحي..)(1)

 

وهي فكرة ذكية كخطوة أولى لاستغلال المؤهلات السياحية التي تزخر بها الجماعة لجلب الاستثمارات . مع العلم أن جماعتنا تتوفر على عدة مؤهلات هامة لم تستثمر بعد في قطاع السياحة , خصوصا سياحة القنص التي تشتهر بها منطقتنا على الصعيد الوطني والدولي.

ففي ملحق صحفي صادر عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ـ قطاع السياحة ـ حول الدورة السادسة للمناظرة الدولية للسياحة بالمغرب المنعقدة  بطنجة ؛ وفي مخطط  عمل 2006 لتنمية منتوجات سياحية موجودة وتنمية ثلاث منتوجات جديدة في جهات تعد اقل تطورا على المستوى السياحي , ومن تلك الجهات والمنتوجات ذكر التقرير :(الصيد السياحي في عرباوة بإقليم القنيطرة).

 

وفعلا تعد عرباوة ـ بمناظرها الخلابة,  بغاباتها الواسعة التي تضم أنواعا مختلفة من الوحيش والطرائد ـ  فضاء مواتيا لممارسة هذا النوع من السياحة. وهو نشاط مزاول فيها فعلا منذ القدم.  ولا أدل على ذلك من وجود جمعيات للصيد السياحي بعرباوة , والشبكة العنكبوتية حافلة بمواقع عديدة تبرز الإمكانيات الهائلة  والمناظر الرائعة التي تزخر بها الجماعة في هذا الشأن. فقط نحتاج إلى استثمارات وبنيات تحتية وتجهيزات  الاستقبال والإيواء, وإعلام مواكب يلقي الضوء على هذه المناطق البكر ويعرف بها.

 

وما فتئت الجماعة تلح على ضرورة التعريف بمحطة الديوانة وبنايتها القديمة المتميزة, والبحث عن السبل الكفيلة

لاستغلالها اقتصاديا واجتماعيا وسياحيا

 

ــــــــــ

وفي السنتين الأخيرتين برزت ظاهرة بسيطة في شكلها ومحتواها,  لكنها قد تكون هامة وذات تأثيرات سياحية واقتصادية مستقبلا ,   ان استغلت بشكل عقلاني ومدروس . وتتمثل في تنظيم موسم عاشوارء  بمركز عرباوة. موسم بنظم للسنة الرابعة على التوالي , ورغم جدته فقد شهد نجاحا كبيرا في سنته الأولى والثانية, ويمكن ان يخلق رواجا تجاريا واقتصاديا , شريطة ان تسعى الجهات المسؤولة وجمعيات المجتمع المدني , على تطويره وجعله يكتسي طابعا شموليا يكون للجانب الثقافي نصيب فيه , وألا يبقى مكتفيا فقط بنمطه الفرجوي أولا والاقتصادي ثانيا.وهذا يحتاج الى دراسة وتخطيط وتعاون بين السلطات المحلية ومكونات المجتمع المدني؛ الا أن الملاحظ أن موسم 2008 قد صاحبته بعض الظواهر السلبية التي خلفت استياء لدى الساكنة كالمشاجرات كانت تنشب هنا وهناك يوميا بين العامة والشباب بالخصوص , كما طفت على السطح مشكلة النظافة التي هي أصلا مطروحة باستمراربعرباوة  لدرجة أن بعض المعترضين يطرحون مسألة توقيع عريضة وتقديمها للجماعة القروية لعدم الترخيص مجددا باقامة هذا الموسم

 

 

غير أن موسم هذه السنة(2009ـ2010) قد عرف بعض التنظيم بفضل سهر المجلس القروي على اختيار مكان مناسب له، وإلزام المقاول بنصب خيام ملائمة ومنظمة وإيجارها بتمن مناسب للتجار.غير أن الصبغة الفرجوية تبقى طاغية، ويبدوأن الجمعيات التي ظهرت الى الوجود بمركز عرباوة لم تلتفت بعد الى هذه المناسبة واستثمارها ثقافيا.  .

لكن المنطق يقتضي بدل منع هذه المبادرة، معالجة المشاكل بتجنيد الأمن الكافي، وتكثيف أشغال النظافة، وسهر الجماعة القروية على تنظيم هذا الموسم تنظيما محكما، حتى نتجنب مثل هذه الإختلالات

 

 

 

(1) انظر مجلة السفير المكناسي عدد:55/1995 ـ ص:43

بقلم : محمد الزبيري

 

الرئيســــــية

أطلق هذا الموقع  سنة 2006، آخر تحديث  سنة:2015  جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع