نصوص تاريخية هامة في تاريخ الخلط

قبيلة الخلط  

جاء في (قبائل المغرب): قبيلة الخلط قبيلة عربية، ترجع أصولها إلى شعب جشم من عرب بني هلال، وتقع بترابهما مدينة القصر الكبير ومدينة العرائش وقرية عرباوة، يقول عنهما المؤرخ عبد الوهاب  بنمنصور:

الخلط: هذا القبيل معدود من جشم العربية، من غير أن يكون من نسبهم، فهم أبناء المنتفق من بني عامر بن عقيل بن كعب، وكان أجدادهم شيعة للقرامطة بالبحرين، ثم ارتحلوا إلى مصر ثم افريقية عندما غلبتهم عليها قبيلة بنو أبي الحسين التغلبيون القائمون بدعوة العباسيين، ثم دخلوا إلى المغرب مع الأعراب ونقلهم الخليفة يعقوب المنصور الموحدي إلى المغرب الأقصى فأسكنهم بسيط تامسنا، وكانت لهم فتن وحروب مع سلاطين الموحدين وبني مرين، واستقروا أخيرا حيث هم الآن من بسيط الغرب قرب القصر الكبير مختلطين فيه مع قبيلة طليق

والخلوط وطليق حاليا قبيلتان متدامجتان تقع بترابهما مدينة القصر الكبير ومدينة العرائش وقرية عرباوة من قرى قبيلة الخلط

والخلوط من القبائل العربية في منطقة الغرب، وتقع أراضيهما مع مجموعة قبائل سفيان وبني مالك، باتجاه الشمال مع قبيلة بداوة، وباتجاه الشرق مع قبيلة أهل سريف وقبيلة بني كرفط، وتمتد مجالاتها على وادي مكرول في الشمال، ووادي وغرور في الوسط، ومرتفعات جبل العلم إلى المحيط الأطلسي، بين مدينة العرائش وأصيلا، وتنحدر إلى الجنوب إلى القصر الكبير.

وبالنسبة لوضعيتها الاجتماعية فإن قبيلة الخلط منقسمة لغويا بين جبالة والعرب، ولكنها استعربت كليا في العصور الحاضرة، فالقسم الجبلي من الخلوط ترجع أصولهم إلى قبيلة غمارة، والقسم العربي تنحدر أصولهم من قبائل بني هلال القادمين من الجزيرة العربية في عهد الموحدين.

وفي تاريخ الخلوط أن أفراد قبيلتهم كانوا من رجال المخزن في عهد الدولة المرينية، ولا زالت بعض فروع الخلوط مستمرين إلى عهد الدولة العلوية في أوائل القرن العشرين في خدمتهم في حوز مكناس.

وتنقسم قبيلة الخلوط إلى بطنين كبيرين هما:

أولاد أحمد

ومن مداشير القبيلة:

البدور، أولاد عمران، أولاد زيتون، ضريسة، السواهلة أو طليق أو كدجم، الكشاشرة، الضوامرة، الدكاكلة،

ومن أعلام قبيلة الخلط التاريخيين:

الشيخ سيدي الحاج عبد السلام

الشيخ سيدي العربي بن زروال

الشيخ سيدي مبارك بن عمران...


مما لا شك فيه أن أصل قبائل الخلط يرجع إلى المشرق العربي , وان وصولهم إلى المغرب أتى بعد عدة أحداث ومراحل؛ كما أن استقرارهم به مر عبر مخاض عسير . وهو ما سنحاول تقصيه من خلال هذه النصوص التاريخية الهامة.
يقول الناصري في الاستقصا في سياق حديثه عن عرب بني هلال الذين رحلهم المنصور الموحدي من تونس وليبيا إلى المغرب وأسكنهم بلاد الهبط وتامسنا ومنهم الخلط:"والخلط من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر , فهؤلاء القبائل ليسوا من جشم كما ترى ولكنهم لما انغمروا فيهم وانتقلوا إلى المغرب بانتقالهم أطلق على الجميع جشم...وأما الخلط فهم بطن من بني عقيل بالتصغير .قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني : الخلط بنو عوف وبنو معاوية ابني المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة المذكور في الأنساب المتقدمة ..."
ويستعرض صاحب الاستقصا في تقصي أخبار الخلط وعلاقتهم بالسلطة الحاكمة بالمغرب التي عرفت مدا وزجرا خلال العصر الموحدي والوطاسي والمريني إلى أن يصل إلى العصر السعدي فيقول:"ولم يزل الأمر كذلك إلى دولة السلطان أبي العباس أحمد المنصور السعدي المعروف بالذهبي فرأى جلاد الخلط وقتالهم يوم وادي المخازن وبلائهم البلاء الحسن فاختار النصف منهم وردهم إلى الجندية وأبقى النصف الآخر في غمار الرعية ونقلهم إلى أزغار فاستوطنوه فعاتوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ومدوا أيديهم إلى أولاد مطاع فنهبوهم وضايقوا بني حسن فكثرت الشكاية بهم إلى المنصور السعدي فضرب عليهم مغرما سبعين ألفا فلم يزيدوا إلا شدة فضرب عليهم بعث إلى تكرارين من أرض الصحراء فامتنعوا من ذلك فبعث إليهم القائد موسى بن أبي جماده العمري فانتزع منهم الخيل وأبقاهم رجالة ثم حكم فيهم السيف فمزقهم كل ممزق ومن تم خمدت شوكتهم ولانت للغامز قناتهم ثم ختموا أعمالهم بفعلتهم الشنعاء التي ملأت الأفواه وأسالت من الجفون الأمواه وهي قتلهم ولي الله تعالى المجاهد في سبيله أبا عبد الله سيدي محمد العياشي المالكي رحمه الله تعالى..."
ويقوا ابن خلدون في تاريخه (الصفحة 29) ,مفصلا الحديث عن الخلط وأصلهم ورحلتهم الطويلة من المشرق إلى المغرب:

"هذا القبيل يعرف بالخلط وهم في عداد جشم هؤلاء ,لكن المعروف إن الخلط بنو المشفق من بني عامر بن عقيل بن كعب كلهم شيعة للقرامطة بالبحرين ولما ضعف أمر القرامطة واستولى بنو سليم على البحرين بدعوة الشيعة ثم غلبهم عليها بنوا أبي الحسن من بطون تغلب بالدعوة العباسية فارتحل بنو سليم وينو المشفق من هؤلاء المسمون بالخلط إلى إفريقيا وبقي سائر بني عقيل بنواحي البحرين إلى أن غلبمنهم على التغليبيين بنو عامر بن عوف بن مالك بن عقيل اخوة الخلط هؤلاء لأنهم في المغرب منسوبون إلى جشم تخليطا في النسب ممن يحققه من العوام ولما أدخلهم المنصور إلى المغرب كما قلنا استقروا ببسائط تامسنا فكانوا أولى عدد وقوة وكان شيخهم هلال ..فلما ولى العادل بن المنصور خالفوا عليه وهزموا عساكره وبعث هلال ببيعته إلى المأمون سنة خمس وعشرين واتبعه الموحدون في ذلك وجاء المأمون وظاهروه على أمره وانحاز أعداؤهم سفيان إلى يحيى بن القاص منازعة ولم يزل هلال مع المأمون إلى أن هلك في حركته سنته وبايع بعده لابنه الرشيد وجاء به إلى مراكش وهزم سفيان واستباحهم ثم هلك هلال وولى أخوه مسعود وخالف على الرشيد عمر بن أوقاريط شيخ العساكرة من الموحدين وكان صديقا لمسعود بن حميدان فأغراه بالخلاف على أمر السلطان فخالف وحاول عليه الرشيد حتى قدم عليه بمراكش وقتله في جماعة من قومه سنة اثنتين وثلاثين وولى أمر الخلط بعده ليحيى ابن أخيه هلال..."
وفي الصفحة 27 من نفس المرجع ,وفي سياق حديثه عن العرب الذين استقدمهم المنصور الموحدي من إفريقيا إلى المغرب يقول ابن خلدون: "إن الموحدين لما غلبوا على إفريقيا وأذعنت لهم هؤلاء القبائل من العرب كانت فتنة ابن غانية فأجلبوا فيها وانحرفوا عن الموحدين وراجعوا الطاعة لعهد المنصور , فنقل جشم هؤلاء الذين غلب اسمهم على من معهم من الأحياء وأنزلهم تامسنا ونقل رياح وأنزلهم الهبط فنزل جشم بتامسنا البسيط الأفيح مابين سلا ومراكش أوسط بلاد المغرب الأقصى وأبعدها عن التنايا المفضية إلى القفار لإحاطة جبل درن بها وشموخه بأنفه حداءها ووشوج أعراقه حجزا عليها فلم يتمموا بعدها فقرا ولا أبعدوا رحلة وأقاموا بها أحياء حلولا وافترقت جيوشهم بالمغرب إلى الخلط وسفيان وبني جابر وكانت الرئاسة لسفيان من بينهم في أولاد جرمون سائر أيام الموحدين .ولما وهن أمر بني عبد المومن وفشلوا وذهبت ريحهم استكثروا بجموعهم فكانت لهم دورة غلب وأمر على الدولة بكثرتهم وقرب عهدهم بالبداوة وخربوا ما بين الأعياض وظاهروا الخلافة وأكثروا الفساد وسائر آثارهم بادية.ولما اقتحم بنو مرين بلاد المغرب على الموحدين وملكوا فاس وقريتها لم تكن فيه حامية أشد منهم بأسا ومن رياح لقرب العهد بالبداوة فكانت لهم معهم وقائع وحروب استلحمهم فيها بنو مرين وصوبتهم وأعطوهم صفقة الطاعة وأصهر بنو مرين منهم إلى الخلط في بيت بني مهلهل فكان في جملة بني مرين وكانت لهم الجولة للملك واستقرت رئاسة جشم وكثرهم في الخلط منهم في بيت مهلهل بعد أن كانت على عهد الموحدين في سفيان."
وفي الصفحة 30 من نفس المرجع يفصل ابن خلدون الحديث عن هذا الجانب قائلا:"ثم صار الخلط كلهم إلى بني مرين وكانت الرئاسة فيهم بأول السلطان ابني مرين لمهلهل بن يحيى بن مقدم أصهر إليه يعقوب بن عبد الحق فأنكحه ابنته التي كان منها ابنه السلطان أبو سعيد ولم يزل مهلهل عليهم إلى أن هلك سنة خمس وسبعين ثم ابنه عطية وكان لعهد السلطان أبي سعيد وابنه أبي الحسن وبعثه سفيرا إلى سلطان مصر الملك الناصر ..."
ولنعد إلى تتمة حديث ابن خلدون السابق في الصفحة 27 من تاريخه حيث يقول عن الخلط :"ثم ضربت الأيام ضربتها وأخلفت حدتهم وفشلوا وذهبت ريحهم ونسوا عهد البداوة وصاروا في عداد القبائل الغارمة للجباية والعسكر مع السلطان ." إلى أن يقول عنهم في الصفحة 30 المذكورة سابقا:"إلا أن الخلط اليوم دثرى كأن لم تكن بما أصابهم من الخصب والترف مند مائتين من السنين بذلك البسط الأفيح زيادة للعز والدعة فأهلكتهم السنون وذهب بهم الترف والله غالب على أمره."
وأثناء حديث الناصري في نفس المرجع السابق عن جيش لودايا يتطرق بالتفصيل لحال الخلط حيث يقول:
"...
وهو ينقسم ـ أي جيش لودايا ـ إلى ثلاثة أرحاء, رحا أهل سوس ورحى المغافرة ورحا لودايا ويطلق على الجميع ودايا تغليبا, فأما أهل السوس فمنهم أولاد جرار وأولاد مطاع وزرارة والشبانات وكلهم من عرب معقل وكانوا في القديم جند للدولة السعدية وكان ملوكها يستنفرونهم للغزو بحللهم لاعتيادهم ذلك أيام كونهم بالصحراء ثم أنزلوهم ببسط أزغار مراغمة العرب جشم من الخلط وسفيان وغيرهم إذ كانت الخلط شيعة من بني مرين وأصهارهم كما مر فلما جاءت الدولة السعدية بقوا منحرفين عنها وكلما طرقها خلل ثاروا عليها وخرجوا عن طاعتها فقيض لهم السلطان محمد الشيخ السعدي هؤلاء القبائل وزاحمهم بهم في بلادهم وشغلهم بهم فكانت تكون بينهم الحرب فتارة تنتصف معقل من جشم وثارة العكس حتى أوقع المنصور السعدي بالخلط وقيعته الشهيرة وأسقطهم من الجندية فنقل أولاد مطاع إلى زبيدة قرب تادلا ..."
ويواصل الناصري استقصاءه لأخبار الخلط فيقول في نفس المرجع:
"
وفي سنة 1272 هـ التفت الخليفة سيدي محمد بن عبد الرمحان إلى عرب الخلط فاستعملهم في الجندية بعد أن كانوا في عداد القبائل الغارمة من لدن المنصور السعدي فاعتنى بهم الخليفة المذكور ونقلهم من بلاد سفيان وبني مالك وأحواز العرائش وأنزلهم بزقوطة ووادي مكس من أعمال مكناسة وكساهم وأجرى عليهم الجريات ثم اختل أمرهم بعد سنتين أو ثلاث."

أما الأستاذ إبراهيم حركات في الصفحة 133 من الجزء الثاني من كتابه (المغرب عبر التاريخ), وهو يتحدث عن مكونات الجيش في عهد المرينيين :
"
وهكذا حارب إلى جانب المرينيين كل من قبائل الخلط وبني جابر وبني زغبة وبني سفيان وسويد وبني سليم وبني عامر وبعض بني رياح , كما اشترك بعض قبائل بني معقل في الحروب ضمن الجيوش المرينية."
 

للمزيد عن تاريخ المنطقة اضغط هنا

 

أرجو ان اكون قد القيت بعض الضوء على تلك الصفحات المنسية من تاريخ المنطقة

محمد الزبيري

 

الرئيســـــية

أطلق هذا الموقع  سنة 2006، آخر تحديث  سنة:2015  جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع