الرحمن الرحيم
التعريف بالقطب الشريف
رغم ان اسم هذا القطب الأشهر رحمه الله قد ملأ الأسماع داخل المغرب وخارجه على مر الأحقاب, فان الباحث في سيرته ليفاجأ بشح المعلومات وضعفها عن تفاصيل حياته , بل حتى تلك المعلومات الموجودة في امهات كتب هذا الفن تعد ضئيلة وناقصة بالمقارنة مع مكانة هذا الشيخ الجليل والدور التربوي والعلمي والجهادي الذي لعبه في الفترة الدقيقة التي عاش فيها بالمقارنة مع ما افردته تلك الكتب من صفحات لشيوخ وصوفية بعضهم عاصره ولم يصل الى مرتبته , وبعضهم تتلمذ على يديه . حتى ان تاريخ ميلاده غير معروف على وجه التحديد ولم يذكره اي مرجع كما ان هناك خلاف بينهم في تاريخ وفاته وان كان الأمر محسوم لدينا وسنفصل القول فيه في ابانه ان شاء الله..
وقبل ان نتطرق لما تحت ايدينا من معلومات ووثائق عن الشيخ الجليل, بحكم بحثنا المتواضع في تاريخه وسيرته , وبحكم اننا ـ وبكل تواضع ـ من احفاده ـ لنلقي هذه الإضاءة المختصرة عن العلم الذي نتحذث في اطاره, وهو علم الأنساب. فما هو علم النسب يا ثرى؟
قال صلى الله عليه وسلم:(ان الله اصطفى بني كنانة من بني اسماعيل , واصطفي من بني كنانة قريشا , واصطفى من قريش بني هاشم , واصطفاني من بني هاشم.).(1) . وقال ايضا صلى الله عليه وسلم : (تعلموا انسابكم ما تصلون به ارحامكم , فان صلة الرحم محبة في الأهل , ومثراة في المال , ومنسأة في الأثر).(2).
علم النسب من اقدم العلوم التي عرفتها العرب, والنسب لغة يعني القرابة, واصطلاحا علم معرفة نسب الناس . فالنسبة هي الحاق الفروع بالأصول بياء النسب . وللتفريق بين الحسب والنسب نورد قول ابن منظور في الموضوع :(الحسب :الكرم والشرف التابث في الآباء, وقيل هو الشرف في الفعل.) (3). وقال بعضهم هو ما يحسبه الرجل من فعل جميل للشخص ومفاخر آبائه. وقال الجوهري : ( يقال حسب الرجل دينه وقيل ماله). وهو ما زكاه ابن السكيت بقوله: ( الحسب والكرم يكونان في الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف, واما الشرف والمجد فلا يكونان الا بالآباء..). ونفس المنحى نجده في لسان العرب, اذ النسب يعني تواتر النسب الكريم ابا عن جد , بينما الحسب حسن الأفعال والصفات والكرم والأخلاق الحسنة... ومن جملة اصناف علم النسب صنفين: المبسوط والمشجر. المبسوط باختصار شديد هو الذي يصرد نسب الشخص مبتدئا بالجد الأعلى وصولا الى الأدنى في السلسلة. اما المشجر فهو عكس الأول, حيث يبدأ النساب بالإبن فالأب فالجد وهكذا الى منتهى النسب؛ وهذه الطريقة هي الأكثر انتشارا. وهناك صنف ثالث لا يقل اهمية وهو ما يسمى بالجريدة. وقد وجدت اهل بلدتي في زاوية هذا القطب الشهير ـ وانا طفل صغير ـ وجدتهم يتحدثون عن ( جريدة جدهم) دون ان اعرف معناها, وكان بي شوق للاطلاع عليها. ولما اشتد عودي شاءت الأقدار ان تصل الى يدي نسخة منها مصادق عليها. ولأدرك من خلال علم النسب ان الجريدة معناها ان يقوم النقيب او الموثق بتدوين اسماء الأشراف في منطقة معينة حفاظا عليها من التداخل, فيدون نسب كل شخص ويصله بالشخص المميز في سلسلة اجداده. وهكذا ندرك ان اصل الجريدة جاء من الجرد اي الإحصاء. ويستعمل علماء النسب مصطلحات كنت اواجه بعضها في محررات ادارية دون ان اتبين مصدرها, مثل مصطلحات : عمارة , وفخدة , وبطن … وعند علماء النسب الشعب اعلى طبقات النسب ومنه تتفرع باقي الفروع وتتشعب. حيث تتشعب القبائل التي مفردها قبيلة, من تقابل الأنساب داخلها؛ والقبيلة بدورها تتكون من عمارات , والعمارة بدورها تتفرع الى بطون , والبطن بدوره الى افخاد, والأفخاد الى فصائل, والفصيل الى عشائر, وكل عشيرة حددها علماء هذا الفن في اربعة آباء , وبعدها العصبة وتعني الأسرة ؛ وآخرها العترة وتضم الولد وابنه…ويقال ان اول من امر بعمل جرائد هو احد الخلفاء العباسيين في اواخر القرن الثالث الهجري. بعد هذه الجولة القصيرة في علم الأنساب نصل الى المصطلح الذي يعنينا وهو( الشريف).وتلك كلمة جمعها اشراف , والمراد بها صفة للشخص الماجد. (يطلق الشريف في اللغة على الرجل الماجد او من هو كريم الآباء , ثم اطلق لقب الشريف على من كان من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .(4) ويطلقه علماء هذا الفن على من انتهى نسبه بالتواتر وبالتوثيق . الى جد الرسول( ص ) هاشم
وحسب القوانين اللغوية كلمة الشرف تعني العلو, ومن هنا كان اسم الشريف او الأشراف يعني المجيد او الأمجاد؛ ولذلك يطلق للدلالة على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بضعته من علي كرم الله وجهه وفاطمة رضي الله عنها. وهم المشار الهم بالفاطميين. وكما هو معلوم لدى المفسرين , فالآية الكريمة :(انما يريد الله ليذهب عكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) صدق الله العظيم. نزلت في هؤلاء. كما وضح ذلك صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن القربى الذين تعنيهم الآية الكريمة: (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) صدق الله العظيم. فأجاب عليه الصلاة والسلام :علي وفاطمة وابناهما. وحديث عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه ان الرسول صلى الله عيله وسلم غطى عليا وفاطمة والحسن والحسين بكسائه ثم قال:(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا). كما لا يغيب عنا هنا حديث زيد بن ارقم الذي يقول: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: الا ايها الناس اني تارك فيكم الثقلين اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ثم قال : واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي)
بعد هذه التوطئة الضرورية نخلص الى النسب الشرف لشيخنا رضي الله عنه الذي جمع بين النسبة الروحية والطينية الطاهرة الى بيت النبي المختار عليه ازكى الصلاة وافضل السلام , فلولا ان المجال لا يتسع لوضعت صورة لشجرة النسب هنا , لكنها كبيرة الحجم ولذلك سأقتصر مستقبلا على النقل الحرفي الآمن لها ووضعها في هذا الموقع ان شاء الله.
فهذ هو نسب شيخنا كما هو ثابت في شجرة النسب المذكورة :انه ابو الحسن علي بن احمد المغاسي الصرصري الميموني الفيجيجي النسب الجرفطي الأصل الصرصري الدار والمزار,ا بن سيدي علي بن سيدي احمد بن سيدي عبد الله بن سيدي موسى بن سيدي عيسى بن سيدي يحيى بن سيدي عثمان بن سيدي اسماعيل بن سيدي عبد الوهاب بن سيدي يوسف بن سيدي سدال بن سيدي عثمان بن سيدي يحيى بن سيدي ميمون بن سيدي عبد الله بن سيدي احمد بن سيدي محمد بن مولانا ادريس الأزهر بن مولانا ادريس الأكبر بن مونا عبد الله بن مولانا الحسن المثنا بن مولانا الحسن بن مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة رضي الله عنها بنت سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. تلك هي سلسلة نسبه رضي الله عنه كماهي بايدنا متبثة وموثقة من عدول وقضاة شتى .
لنعد الآن الى اشكالية تاريخ ولادة ووفاة هذا القطب رحمه الله, كما قلت سابقا لا يعرف على وجه التحديد تارخ ولادته , كل ماهو معروف ان والده توفي وتركه طفلا صغيرا مع امه. جاء في معلمة المغرب ما يلي:( الصرصري علي بن احمد من اشهر اولياء بلاد الهبط خلال العهد السعدي , ينتسب الى الأسرة الغيلانية ببني جرفط, حسب عمود نسب متداول .ولد في اوائل القرن العاشر (16)م بقرية الشنايلة الجرفطية , وبعد وفاة والده هاجر مع امه واخيه الى قبيلة آل سريف وقطن بقرية المنجرة ..).(5). هذا كل ما ورد عن تاريخ ميلاده , غير اننا نفاجأ باختلاف حتى في سنة وفاته, فأثناء تصفحي لكتاب العلامة الكبير الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله المسمى:( معلمة التصوف الإسلامي), وعند تعريفه باعلام التصوف, وهو يتحدث عن آل ريسون بتطوان يقول الباحث الكبير :(وقد عاصر جملة منهم وخاصة الشيخ الحسن بن محمد بن ريسون الشيخ عليا بن احمد الشريف اللنجري (1037هـ 1627م ) وهو من جبل صرصر في مصمودة كتامة قرب وزان , وقد ذكر الشيخ الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي في فهرسه انه مات عام 1017هـ مع ان الذي مات في ذلك التاريخ هو والده احمد .).(6). وهذا كلام يطرح عدة تساؤلات , خصوصا ماذكره الشيخ الطيب بن محمد بن عبد القادر الفاسي من انه مات سنة 1017هـ وكذا التعليق علييه من طرب الباحث الكبير قائلا (مع ان الذي مات في تلك السنة هو والده). فلو فرضنا جدلا ان والده قد توفي فعلا في هذه السنة فهذا يعني ان الفرق بين وفاة الشيخ ووفاة والده هو 10 سنوات ـ ليقيننا ان التارييخ الحقيقي لوفاة الشيخ هو 1027 هـ ـ وهذا غير مقبول وغير معقول اطلاقا, لأننا نعلم ان والده رحمه الله قد توفي بينما هو لازال طفلا, فلا يعقل ان تكون المدة الزمنية الفاصلة بينهما هي عشر سنوات. كما نصادف خطأ آخر في نفس المرجع للأستاذ الكبير عبد العزيز بن عبد الله, فعند حديثه عن تلميذ شيخنا صاحب دار وزان مولاي عبد الله الشريف يقول:( وقد تتلمذ للشيخ العارف سيدي احمد بن علي الصرصري (1027 هـ 1617م).(7). بينما الصواب هو: علي بن احمد وليس احمد بن علي, وكلها اخطاء حدثت سهوا لانقصا او تقصيرا من العلامة الكبير عبد العزيز بن عبد الله.اما التارخ الحقيقي لوفاته رضي الله عنه فهو ماذكره صاحب (اعلام المغرب ) حيث يقول:(والصواب في وفاة سيدي علي بن احمد ما عند الإمام سيدي المهدي الفاسي في ممتع الأسماع من انه توفي اواخر العشرة الثالثة بعد الألف لا ما عند حفيد عمه سيدي الطيب في فهرسته من انه توفي سنة سبع عشرة.ونقل ابو زيد بن عبد القادر الفاسي عن محمد بن احمد الفاسي انه لقي سيدي علي بن احمد هذا في ربيع الثاني سنة ست وعشرين والف بمنزله بصرصر. ..).(8).وجاء في معلمة المغرب كلام يكرس الاختلاف حول وفاته لكنه يرجح ما ثبت لدينا :(واختلف كتاب التراجم في تاريخ وفاة الشيخ , والشائع انه توفي سنة:(1027هـ 1617م), وهذا التاريخ يتطابق مع بداية تأسيس الزاوية الوزانية على يد تلميذه ووارث سره الشيخ عبد الله بن ابراهيم العلمي.(مولاي عبد الله الشريف).(9).ومهما يكن فان الثابت ان شيخنا هذا رحمه الله قد أدرك شأنا عظيما في العلم والتصوف , (..وقد اخذ عن علماء رحل اليهم من امثال الإمام القصار وكان لهؤلاء العلماء قدر جليل في نشر علوم الحديث والأخذ عن الأئمة فيه مما يجعلنا نجزم ان لأبي الحسن علي الصرصري سند في رواية الحديث.)(10). وفي معرض حديثها عنه تقول موسوعة اعلام المغرب: (..وكان له حال وبركة ونور ودين , وله اتباع وزاوية..) (11). اما معلمة المغرب فتقول عنه في هذا الباب:( درس بزوايا ومدارس القصر الكبير وتطوان , ثم شد الرحال الى فاس للاستزادة من المعرفة , فأخذ على يد كبارعلمائها العلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير , امثال الشيخ محمد القصار ورضوان الجنوي . ويظهر ان سيدي علي بن احمد كان عالما متمكنا من علوم عصره كما يدل على ذلك فهرسه , غير انه اشتهر في ميدان التصوف.) .(12) . ومما يدل على علو مكانته العلمية والصوفية تلاميذه الذين هم عيون العلم والتصوف داخل المغرب وخارجه وكذا فهرسه الهام الذي تذكره اهم كتب التاريخ والتراجيم. وقبل ان نتطرق لذلك بالتفصيل دعونا نتساءل :ما الفهرس الذي نجده لدى كبار العلماء والصالحين؟ جاء في احد اعداد مجلة التاريخ العربي مقال للباحث المغربي الكبير عبد العزيز بن عبد الله تحت عنوان :(الفهرسة والكناشة في نشاط المغرب الفكري) والذي عدد فيه بالمناسبة من جملة ما عدد فهرس شيخنا تحت اسم:(فهرست علي بن احمد الشريف اللنجري الصرصري 1037هـ 1627م) ـ مع ضرورة الإشارة من جانبنا الى الخطأ في تاريخ الوفاة ـ اقول جاء في المقال المذكور :(الفهرسة اسم كثر استعماله عند المغاربة , وهم يطلقونه على البرنامج الذي كان يطلق في الأول على زمام يرسم فيه متاع التجار..وكان العلماء يجيزون الفهارس بأسانيدها كما فعل ابن القاضي احمد بن محمد المقري حيث اجازه بفهرسه محمد بن أحمد بن غازي العثماني..) ويقول صاحب فهرس الفهارس:(اعلم انه بعد التتبع والتروي ظهر ان الأوائل كانوا يطلقون لفظة مشيخة على الجزء الذي يجمع فيه المحدث أسماء شيوخه ومروياته عنهم , ثم صاروا يفردون اسماء الشيوخ ويرتبونهم على حروف المعجم فكثر استعمال واطلاق المعاجم مع المشيخات, وأهل الأندلس يستعملون ويطلقون البرنامج , اما في القرون الأخيرة فأهل المشرق يقولون الى الآن الثبت, وأهل المغرب الى الآن يسمونه الفهرسة) (13) .وفهر الفهارس هذا من جملة من يذكر فهارسهم شيخنا رحمه الله , اذ جاء في الجزء الأول منه :(..من أهل طنجة وتطوان وجبال الهبط ابن الشباط ابن الصادق ...علي بن احمد الصرصري وغيرهم .) (14). وجاء في معلمة التصوف الإسلامي : (...ولعلي الصرصري هذا فهرس في اشياخه وسلاسل الطريق نسبه له القادري في التحفة(فهرس الفهارس ج 2 ص : 114).(15).اذن يتبين لنا جليا وباختصار ان الفهرس بلغة المغاربة, او الثبت بلغة المشارقة, او البرنامج بلغة اهل الأندلس ,هو ذلك الكتاب الذي يجمل فيه المفهرس احواله ووقائعه وشيوخه الذين اجازوه والذين اخذ عنهم وما رواه عنهم.ونظرا لأهمية هذه الفهارس فقد اصبحت مرجعا اساسيا ومصدرا هاما من مصادر التأريخ لفترتها؛ فمثلا في كتابه :(المصادر العربية لتاريخ المغرب ) يعتمد الأستاذ المغربي البحاثة اللامع محمد المنوني على الفهارس كمصدر أساسي للتأريخ لنفس الفترة التاريخية التي عاش فيها شيخنا رحمه الله. هذا اذن عن معنى الفهرس وأهميته العلمية والتاريخية, فلننظر ماذا جاء في المراجع المعتمدة عن أهمية فهرس جدنا وشيخنا الصرصري رحمه الله؛ والذي مع الأسف لم اقف على اية نسخة من فهرسه الذي يقول عنه صاحب فهرس الفهارس:(هو ابو الحسن علي بن احمد الصرصري اللنجرى المتوفى سنة 1027هـ له فهرس في اشياخه وسلاسله الطريقية نسبه له القادري في التحفة نتصل به بأسانيدنا الآتية من عبد الله الشريف وأسانيدنا الى عبد القادر الفاسي وهما عنه وخصوصا الأول فهو عمدته واليه ينتسب في الطريق).(16). ومما يدل على مكانة هذا القطب المبارك أهمية الأولياء والعلماء والصالحين والنجباء الذين شدوا الرحال الى زاويته للأخذ عنه والتبرك به والنهل من معين علمه وفضله وبركته؛ ومن هؤلاء تلميذه ووارث سره مولاي عبد الله الشريف صاحب دار وزان الذي تقول عنه موسوعة اعلام المغرب :(ومنهم الولي الكبير الشريف الشهير عبد الله بن ابراهيم الشريف الحسني اليملاحي صاحب وزان من بلاد مصمودة . احد الأعلام المذكورين والكبراء المشهورين ممن له من علو المقام ما يلهج به الخاص والعام ....اخذ عن سيدي علي بن احمد دفين مدشر المغاص من جبل صرصر , وتقدمت ترجمته..) (17). وعند حديث الباحث المغربي الكبير عبد العزيز بن عبد الله عن صاحب وزان مولاي عبد الله الشريف يقول :(وقد تتلمذ للشيخ العارف سيدي علي بن احمد الصرصري (1027 هـ 1617م ) احداركان الطريقة التباعية الجازولية فجعله في بستان له يخدم فيه ثم وجهه لتطوان بقصد قراءة العلم ثم منها الى فاس ولما توفي شيخه الصرصري نزل مدشر شقرة من قبيلة مصمودة ...).(18).ومن عظماء العلماء وعيون الأولياء الذين اخدوا عنه رضي الله عنه عبد القادر بن علي الفاسي الذي قال عنه صاحب نشر المثاني :(فمنهم الإمام قدوة الأنام وحجة الإسلام محيي الدين وعمدة السالكين ...) الى ان يقول: (ولقي قبل ذلك جماعة من المشاييخ الصوفية وتبرك بهم كالشيخ ابي القاسم بن الزبير المصباحي دفين القصر المتوفى في محرم من سنة ثمان عشر والف..وكالشيخ ابي الحسن علي بن احمد الصرصري المتوفى سنة سبع عشر وألف من أصحاب ابي مهدي عيسى المصباحي .).(19) .ويجب التنبيه هنا الى ان سنة وفاته رحمه الله هي 1027 وليست 1017 كما سبق ان اتبثنا ذلك. ومعلوم ان عبد القادر الفاسي هذا الذي قال القادر في التحفة بان سلاسله ترقى الى جدنا عن طريقه ـ اقصد عن طريق الفاسي ـ قد قال عنه سيدي عبد الكبير بن محمد السرغيني كما يرويه صاحب نشر المثاني : (انه لولا ثلاثة لانقطع العلم من المغرب في القرن الحادي عشر لكثرة الفتن التي ظهرت فيه وهم سدي محمد بن ابي بكر في ملوية من بلاد فزاز , وسيدي محمد بن ناصر في الصحراء , وسيدي عبد القادر الفاسي بفاس .) (20) . ومما يزكي ما ذهب اليه البعض من ان جدنا رحمه الله كان عمدة في الحديث ان تلميذه عبد القادر الفاسي هذا قد اشتهر امره في تدريس الحديث على الخصوص ؛ ففي هامش نفس الصفحة السابقة من نشر المثاني جاء ما يلي:(واما الثالث وهو سيدي عبد القادر الفاسي فانه اعتنى بتدريس الحديث والمغازي والسير , فان اهل فاس كانوا قد اشتغلوا بطلب علم الفقه والعلوم الفعلية وتركوا علوم الحديث , فاعتنى بالتدريس لها حتى احياها رحمه الله..) . ومن تلاميذه رحمه الله العالم الكبير والقطب الشهير احمد بن عبد الله معن الذي تقول فيه موسوعة اعلام المغرب :(ومنهم الشيخ الإمام ,الولي الهمام ,طود الإيقان , ومنبع الفرقان , مطلع شموس العيان, ومعدن الفضل والإحسان ,ومصباح الزمان .. العارف بالله الدال عليه في سره ونجواه ..الخ).(21).
بقلم: محمد الزبيري
مراجع:
(1) انظر فتح الباري لابن حجر .ج.9.ص:108
(2) مسند الإمام احمد . ج 2.ص:374
(3) جمهرة انساب العرب. ص:3
(4) انساب الأشراف. تاليف : البلادري المتوفى سنة : 279 هـ تحقيق : محمد حميد الله .مطبوع بالقاهرة سنة: 1959م
(5) معلمة المغرب . ج 16 ص : 5531
(6) معلمة التصوف الإسلامي . ج 2. ص: 116 ـ 117
(7) المرجع السابق
(8) اعلام المغرب ج 14. ص: 1089
(9) انظر معلمة المغرب . ج:16 ص:5531
(10) كتاب اعلام القصر الكبير تأليف: محمد بن عبد الرحمن بن خليفة ص:78
(11) موسوعة اعلام المغرب ص1030.
(12) المرجع رقم 9
(13) انظر (فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمسلسلات ) ج.1 ص: 167 تأليف عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني
تحقيق د.احسان عباس ط2 1982 بيروت
(14) معلمة التصوف الإسلامي ج 2 ص: 116 ـ 117
(15) المرجع رقم 13 ج 1 ص :39
(16) المرجع السابق ج 2 ص: 710
(17) موسوعة اعلام المغرب. ج 4 ص: 1089
(18) معلمة التصوف الإسلامي .تأليف عبد العزيز بن عبد الله . ج 2. ص : 116 ـ 117
(19) المرجع السابق ج 4 ص: 1091
(20) نفس المرجع اعلاه.
(21) المرجع رقم 17 . ص: 1120
Tweet #%D9%82%D8%B5%D8%B5%20%D8%AA%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B1
أطلق هذا الموقع سنة 2006، آخر تحديث سنة:2013 جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع